الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالإعاقة

1 - الزواج المغلق في إطار الأسرة والقبيلة (زواج الأقارب):


وهي ظاهرة تنتشر انتشارا واسعا منذ قديم الزمان في نسبة كبيرة
 من المجتمعات العلم العربي وخاصة بين البدو وسكان الريف
 وتتضح بشكل خاص في المجتمعات القبلية والعشائرية في شبة
 الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي وتتشابك في تشكيل هذه
 الظاهرة عديد من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والاعتبارات
 الدينية والطائفية والأخلاقية وما يرتبط بها من عادات وتقاليد
انعكست على سلوك الإفراد وقراراتهم بالنسبة لاختيار شريك
الحياة تفضيلا لذوي القربى من أبناء العم والعمة والخال والخالة
وصلات القربى الشديدة على مستوى انساب الزوجين .


ولم يحد من استمرارية وانتشار تلك العادات والممارسات ما أكد
الواقع نتائجه من تكرار حدوث حالات الإعاقة الجسمية والعقلية
 في تلك الأسر التي تتمسك بهذه الممارسات ورغم ما أثبتته
البحوث من وجود العلاقة الترابطية بين زواج القربى وحالات
 الإعاقة من التخلف العقلي والصم وكف البصر والتشوهات
والشلل المخي وغيرها من أشكال الإعاقة ..

 
2- ظاهرة الزواج المبكر :


وهي من الظواهر السائدة في المجتمع العربي والإسلامي وخاصة
 بالنسبة للإناث والتي ترتبط بالعديد من القيم والعادات والمفاهيم
 والظروف الاجتماعية والاقتصادية مما يترتب عليه أن تنجب
الأم أطفالا قبل أن يكتمل نضجها البيولوجي والنفسي وضعفها عند
 الإنجاب فتأتي بأطفال ضعاف البنية ناقصي التكوين قليلي
المناعة ..

3- ظاهرة انتشار الأمية وانخفاض المستوى التعليمي والثقافي للام :


المسئولية الضخمة التي تتحملها الأم تتطلب حدا أدنى من الثقافة
 والتعليم أن لم تتوفر لها عجزت عن تنمية مواهب الطفل وقدراته
 العقلية وعن حمايته من العجز والمرض ، ولعلنا ندرك الآثار
 الصحية المتوقعة نتيجة الأمية إذا تأملنا إحصاءات الحالة
التعليمية في الدول العربية والارتفاع الكبير لنسبة الأمية وخاصة
 بين النساء والتي تصل 95%في بعض هذه الدول .

4- خروج المرأة للعمل :

وهي ظاهرة في تزايد مستمر نتيجة ارتفاع نسبة التعليم وحاجة
برامج التنمية إلى عمالة المرأة التي تكون نسبة 50% من
المجتمع وهي تطور صحي طبيعي ولكن في غياب دور الحضانة
ومراكز الرعاية النهارية للأطفال يترتب علية ظاهرة خروج 
المرأة للعمل افتقاد الأطفال للرعاية أثناء غياب الأم والاعتماد
الأغلب على الخدم أو اللعب في الشارع .. ولعل في ذلك تفسيرا
 لارتفاع معدلات الوفاة والإعاقة بين أطفال سن ما قبل المدرسة
بصفة خاصة نتيجة الحوادث التي تصيب الأطفال داخل المنزل
 وفي الشوارع..


5- العوامل الوراثية وغياب إمكانات الفحص قبل الزواج :


تلعب الوراثة دورا كبيرا في حالات الإعاقة الجسمية والعقلية التي
 تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق الموروثات بشكل مباشر أو
غير مباشر وقد يكون العامل الموروث الذي تحمله جينات
الكروموسومات متنحيا لا تظهر آثاره مباشرة من الجيل السابق
ولكنها تظهر بعد ذلك في أجيال تالية مما يترتب عليه وراثة نماذج

 من التخلف العقلي أو فقدان البصر أو السمع أو ضمور العضلات أو التشوهات الخلقية وغيرها ... وقد لا تكون العاهة أو الإعاقة نتيجة وراثة مباشرة بل نتيجة وراثة مرضية أو خلل تؤدي إلى
حالة إعاقة . ولكن ما يتعلق بوراثة الإعاقة كاتخاذ شريك الحياة
 وزواج القربى ممن هم مصابون بإعاقة معينة واتخاذ القرار بعد
 ذلك بإنجاب الأطفال وإهمال الفحوص البيولوجية قبل الزواج
وبعد الإنجاب جميعها تتوقف على مستوى التعليم والوعي
الاجتماعي والفكري السائد واهتمام الدولة بنشر هذا الوعي
وتوفير وسائل وخدمات الفحص اللازم للمواطنين..

(فهمي, محمد سيد ,واقع رعاية المعوقين في الوطن العربي , 2000,ص28-31)


ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى :



أولا:عوامل خلقية :


وهي عوامل ذات أهمية يمكن تقسيمها إلى عوامل وراثية جينية أو
 عوامل غير وراثية والأخيرة تتضمن النتائج المترتبة على
الأمراض أو الاضطرابات الوظيفية التي تصيب الجنين أثناء
 الحمل أو الولادة .


ثانيا : الأمراض المعدية السارية :


تسهم هذه الأمراض في زيادة نسبة المعاقين في العالم بأساليب متعددة منها:

 
الضرر الذي يحدث للجنين عند إصابة الأم بالمرض المعدي
أثناء الحمل .


• الاضطرابات أو الخلل في التغذية والتمثيل الغذائي المترتب على الإصابة بالأمراض المعدية كما يحدث في حالة النزلات المعوية والإسهال عند الأطفال وما يترتب عليها من إضعاف القدرة على امتصاص الغذاء وبالتالي نقص المناعة ثم الإصابة
من جديد فهي حلقة مفرغة من نوبات الإسهال وسوء التغذية حيث
تؤدي كل منهما للآخر وكثيرا ما تؤدي إلى حالة جفاف تنتهي
بالموت أو الإعاقة إذا لم تسعف فورا .


• الحالات المزمنة من هذه الأمراض أو تكرار حدوثها تؤدي إلى
العجز أو فقد القدرة على العمل كما في حالات السل المزمن أو
 الملا ريا .


• قصور القدرة على ممارسة العلاقات والأنشطة الاجتماعية أو
نبذ المجتمع للمريض خشية العدوى كما في حالات الجذام والسل .


• تؤدي الإصابة ببعض الأمراض الميكروبية أو الفيروسية
المعدية إلى حالات إعاقة دائمة حتى ولو كانت فترة الإصابة
 بالمرض قصيرة وشفي منها المريض كما في حالات شلل الأطفال أو الالتهاب السحائي أو التراكوما .


ثالثا : أمراض جسمية غير معدية :


وهي أمراض القلب والصرع والسرطان وأمراض الجهاز

التنفسي وضغط الدم والسرطان


ويعتبر السرطان مسئولا عن نسبة كبيرة من حالات الإعاقة
وخاصة سرطان اللسان والحنجرة و البلعوم ومن جهة أخرى
 تؤدي حالات نزيف المخ وجلطة المخ والشلل المخي إلى إعاقة
حركية تتوقف شدتها وموضعها حسب شدة الإصابة .

رابعا : الحوادث :


1. حوادث الطريق والمرور


2. حوادث العمل


3. حوادث المنزل


4. حوادث أخرى نتيجة الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والعواصف والحروب .


خامسا : نقص وسوء التغذية وعوامل أخرى :
ينتشر سوء التغذية في العالم النامي انتشارا كبيرا وتعتبر من أكثر
 مشكلات الصحة العامة التي تصيب ما يقارب من 500مليون
فرد في الدول النامية .ولسوء التغذية آثارا كبيرة ضارة على
الرضع والأطفال والحوامل والمرضعات بصفة خاصة .


وكما أيضا يدخل في إطارها الولادات المتعسرة أو الناقصة
والأمراض المهنية وحالات التسمم من سموم الجو أو الماء أو
المواد السامة والحريق والجريمة وتقدر نسبة من يعاقون بهذه
الأسباب من 2-3مليون فرد .


(فهمي, محمد سيد , واقع رعاية المعوقين في الوطن العربي, 2000,ص36-43)