مفهوم الإعاقة

1. هو نوع من القيود أو القصور في الأنشطة التي يسببها العجز .


2. هي ذلك النقص أو القصور أو العلة المزمنة التي تؤثر على قدرات الشخص فيصبح معاقا سواء كانت الإعاقة جسمية أو حسية أو عقلية أو اجتماعية .


وفي إحدى الدراسات الهامة التي قام بها أحد رواد السياسة الاجتماعية وهو "بيتر توتستند " يحدد خمسة مجالات هامة توضح مفهوم الإعاقة :


1. نوع من الخلل البدني والفسيولوجي والسيكولوجي في جسم الإنسان


2. تعتبر الإعاقة حالة إكلينيكية متزامنة تؤثر على العمليات الفسيولوجية والسيكولوجية .


3. الإعاقة حالة سلوكية مميزة لها مظهر غير طبيعي اجتماعيا .


4. تعد الإعاقة نوع من القصور الوظيفي في الأنشطة العادية سواء كانت أنشطة فردية أو جماعية .


5. الإعاقة تتحدد اجتماعيا حسب الفئة والمكانة التي يشغلها المعاق في المجتمع .


وتعد أهم التعريفات الدولية للإعاقة والمعوقين "تعريف منظمة الصحة العالمية " حيث عرفتها بأنها ( حالة تصيب الفرد المعاق يعانيها نتيجة للإصابة والعجز ويكون غير قادر للقيام بأنشطة معينة يمكن أن يقوم بها أي فرد عادي في مثل عمره ونوعه ومستواه الاجتماعي والثقافي .


(حسن،عبد المنصف:ممارسة الخدمة الاجتماعية مع الفئات الخاصة،2006،ص2-4)

مفهوم المعاق


1) " كيرك " فقد عرف المعاق بعد أن أطلق عليه اصطلاح "
 غير العادي " بأنه " ذلك الفرد الذي ينحرف عن الإنسان العادي أو الإنسان المتوسط في :

الخصائص العقلية والقدرات الحسية والخصائص العصبية
 والسلوك الاجتماعي والانفعالي وقدرات التواصل .

(حسن،عبد المنصف:ممارسة الخدمة الاجتماعية مع الفئات الخاصة ،2006،ص4-5)
2) ويعرف محمد عبد المنعم نور المعوق بأنه " المواطن الذي استقر به عائق أو أكثر يوهن من قدرته ويجعله في أمس الحاجة إلى عون خارجي ودعم مؤسسي على أسس علمية وتكنولوجية يعيدها إلى مستوى العادية أو على الأقل اقرب ما يكون إلى هذا المستوى"

3) يعرف عبد الفتاح عثمان المعوق "بأنه كل فرد يختلف عمن يطلق عليه لفظ سوى في النواحي الجسمية أو العقلية أو الاجتماعية إلى الدرجة التي تستوجب عمليات التأهيل الخاصة حتى يصل إلى استخدام أقصى ما تسمح به قدراته ومواهبه "

 
من التعريفات السابقة يمكن أن نصل إلى مجموعة من الحقائق :

1- إن أساس الحكم على شخص ما بأنه معاق من عدمه هو مدى مقدرة هذا الشخص على مزأولة عملة أو القيام بعمل آخر فإذا فقد المقدرة على ذلك يسمى معوقا .

2- إن أنواع القصور التي تعرض لها الإنسان إما أن تكون بدنية كفقد أجزاء من الجسم أو حدوث خلل أو تشوه بها ، إما أن تكون عقلية كنقص في القدرات العقلية ، أو تكون حسية كفقد أو نقص حاسة من الحواس .

3- إن أسباب القصور إما أن ترجع إلى حادث ، أو مرض ، أو أنها خلقية من الولادة .

4- إن هذا القصور قد يؤدي إلى حدوث عاهة ما للفرد ، وقد لا يؤدي إلى ذلك فإذا أدى هذا إلى حدوثها يسمى هذا الفرد معوقا .

5- إن الإصابة التي تحدث للفرد قد تعوقه عن التكيف مع مجتمعة أو بيئته التي يعيش فيها مما ينتج عنه عدم استقراره بنجاح في حياته ، وهذا بالتالي يؤدي إلى آثار اجتماعية سيئة بالضرورة .

6- إن المعوقين هم مواطنون تعرضوا بغير إرادة إلى مسببات بدنية أو عقلية أو حسية إعاقتهم عن السير سيرا طبيعيا في طريق الحياة كغيرهم من الأسوياء.

(فهمي, محمد سيد , مرجع سابق, 2000,ص13)


التطور التاريخي لمصطلح المعاقين


* لقد مرت النظرة إلى المعوقين والاهتمام بهم بعد مراحل حيث كانوا يسمونهم (بالمقعدين) وهم كل من لديهم عيب ينتج عنه عاهة أو يتسبب في عدم قيام العضلات أو العظام أو المفاصل بوظيفتها العادية مما يؤثر في قدرة الإنسان على التعلم وعلى إعالة نفسه .

*ثم أطلقوا عليه مصطلح (ذوي العاهات ) على اعتبار أن مصطلح (المقعدين ) يوحي باقتصار تلك الطائفة على مبتوري الأطراف أو المصابين بالشلل أما العاهة فهي أشمل .

* ثم تطور التعبير إلى (العاجزين ) ويقصد به كل من له صفة تجعله عاجزا في أي جانب من جوانب الحياة .

* بعدها تغيرت النظرة إليهم على أنهم ليسوا عاجزين وأن المجتمع هو الذي عجز عن استيعابهم وتقبلهم والاستفادة مما لديهم من مميزات وإمكانيات يمكن تنميتها واستغلالها بحيث يتكيفون مع المجتمع رغم عاهاتهم وعندما أدرك المجتمع ذلك أصبحوا يحملون مصطلح ( المعوقين ) .

وبالطبع فالمعوق شأنه شأن الإنسان العادي له الحق في أن يعيش آمنا سالما قادرا على العطاء بقدر ما يكون عليه حاله ليحقق ما يتمناه .

(عبده ,بدر الدين كمال وآخرين, رعاية المعوقين سمعيا وحركيا, ص23-24)




الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالإعاقة

1 - الزواج المغلق في إطار الأسرة والقبيلة (زواج الأقارب):


وهي ظاهرة تنتشر انتشارا واسعا منذ قديم الزمان في نسبة كبيرة
 من المجتمعات العلم العربي وخاصة بين البدو وسكان الريف
 وتتضح بشكل خاص في المجتمعات القبلية والعشائرية في شبة
 الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي وتتشابك في تشكيل هذه
 الظاهرة عديد من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والاعتبارات
 الدينية والطائفية والأخلاقية وما يرتبط بها من عادات وتقاليد
انعكست على سلوك الإفراد وقراراتهم بالنسبة لاختيار شريك
الحياة تفضيلا لذوي القربى من أبناء العم والعمة والخال والخالة
وصلات القربى الشديدة على مستوى انساب الزوجين .


ولم يحد من استمرارية وانتشار تلك العادات والممارسات ما أكد
الواقع نتائجه من تكرار حدوث حالات الإعاقة الجسمية والعقلية
 في تلك الأسر التي تتمسك بهذه الممارسات ورغم ما أثبتته
البحوث من وجود العلاقة الترابطية بين زواج القربى وحالات
 الإعاقة من التخلف العقلي والصم وكف البصر والتشوهات
والشلل المخي وغيرها من أشكال الإعاقة ..

 
2- ظاهرة الزواج المبكر :


وهي من الظواهر السائدة في المجتمع العربي والإسلامي وخاصة
 بالنسبة للإناث والتي ترتبط بالعديد من القيم والعادات والمفاهيم
 والظروف الاجتماعية والاقتصادية مما يترتب عليه أن تنجب
الأم أطفالا قبل أن يكتمل نضجها البيولوجي والنفسي وضعفها عند
 الإنجاب فتأتي بأطفال ضعاف البنية ناقصي التكوين قليلي
المناعة ..

3- ظاهرة انتشار الأمية وانخفاض المستوى التعليمي والثقافي للام :


المسئولية الضخمة التي تتحملها الأم تتطلب حدا أدنى من الثقافة
 والتعليم أن لم تتوفر لها عجزت عن تنمية مواهب الطفل وقدراته
 العقلية وعن حمايته من العجز والمرض ، ولعلنا ندرك الآثار
 الصحية المتوقعة نتيجة الأمية إذا تأملنا إحصاءات الحالة
التعليمية في الدول العربية والارتفاع الكبير لنسبة الأمية وخاصة
 بين النساء والتي تصل 95%في بعض هذه الدول .

4- خروج المرأة للعمل :

وهي ظاهرة في تزايد مستمر نتيجة ارتفاع نسبة التعليم وحاجة
برامج التنمية إلى عمالة المرأة التي تكون نسبة 50% من
المجتمع وهي تطور صحي طبيعي ولكن في غياب دور الحضانة
ومراكز الرعاية النهارية للأطفال يترتب علية ظاهرة خروج 
المرأة للعمل افتقاد الأطفال للرعاية أثناء غياب الأم والاعتماد
الأغلب على الخدم أو اللعب في الشارع .. ولعل في ذلك تفسيرا
 لارتفاع معدلات الوفاة والإعاقة بين أطفال سن ما قبل المدرسة
بصفة خاصة نتيجة الحوادث التي تصيب الأطفال داخل المنزل
 وفي الشوارع..


5- العوامل الوراثية وغياب إمكانات الفحص قبل الزواج :


تلعب الوراثة دورا كبيرا في حالات الإعاقة الجسمية والعقلية التي
 تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق الموروثات بشكل مباشر أو
غير مباشر وقد يكون العامل الموروث الذي تحمله جينات
الكروموسومات متنحيا لا تظهر آثاره مباشرة من الجيل السابق
ولكنها تظهر بعد ذلك في أجيال تالية مما يترتب عليه وراثة نماذج

 من التخلف العقلي أو فقدان البصر أو السمع أو ضمور العضلات أو التشوهات الخلقية وغيرها ... وقد لا تكون العاهة أو الإعاقة نتيجة وراثة مباشرة بل نتيجة وراثة مرضية أو خلل تؤدي إلى
حالة إعاقة . ولكن ما يتعلق بوراثة الإعاقة كاتخاذ شريك الحياة
 وزواج القربى ممن هم مصابون بإعاقة معينة واتخاذ القرار بعد
 ذلك بإنجاب الأطفال وإهمال الفحوص البيولوجية قبل الزواج
وبعد الإنجاب جميعها تتوقف على مستوى التعليم والوعي
الاجتماعي والفكري السائد واهتمام الدولة بنشر هذا الوعي
وتوفير وسائل وخدمات الفحص اللازم للمواطنين..

(فهمي, محمد سيد ,واقع رعاية المعوقين في الوطن العربي , 2000,ص28-31)


ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى :



أولا:عوامل خلقية :


وهي عوامل ذات أهمية يمكن تقسيمها إلى عوامل وراثية جينية أو
 عوامل غير وراثية والأخيرة تتضمن النتائج المترتبة على
الأمراض أو الاضطرابات الوظيفية التي تصيب الجنين أثناء
 الحمل أو الولادة .


ثانيا : الأمراض المعدية السارية :


تسهم هذه الأمراض في زيادة نسبة المعاقين في العالم بأساليب متعددة منها:

 
الضرر الذي يحدث للجنين عند إصابة الأم بالمرض المعدي
أثناء الحمل .


• الاضطرابات أو الخلل في التغذية والتمثيل الغذائي المترتب على الإصابة بالأمراض المعدية كما يحدث في حالة النزلات المعوية والإسهال عند الأطفال وما يترتب عليها من إضعاف القدرة على امتصاص الغذاء وبالتالي نقص المناعة ثم الإصابة
من جديد فهي حلقة مفرغة من نوبات الإسهال وسوء التغذية حيث
تؤدي كل منهما للآخر وكثيرا ما تؤدي إلى حالة جفاف تنتهي
بالموت أو الإعاقة إذا لم تسعف فورا .


• الحالات المزمنة من هذه الأمراض أو تكرار حدوثها تؤدي إلى
العجز أو فقد القدرة على العمل كما في حالات السل المزمن أو
 الملا ريا .


• قصور القدرة على ممارسة العلاقات والأنشطة الاجتماعية أو
نبذ المجتمع للمريض خشية العدوى كما في حالات الجذام والسل .


• تؤدي الإصابة ببعض الأمراض الميكروبية أو الفيروسية
المعدية إلى حالات إعاقة دائمة حتى ولو كانت فترة الإصابة
 بالمرض قصيرة وشفي منها المريض كما في حالات شلل الأطفال أو الالتهاب السحائي أو التراكوما .


ثالثا : أمراض جسمية غير معدية :


وهي أمراض القلب والصرع والسرطان وأمراض الجهاز

التنفسي وضغط الدم والسرطان


ويعتبر السرطان مسئولا عن نسبة كبيرة من حالات الإعاقة
وخاصة سرطان اللسان والحنجرة و البلعوم ومن جهة أخرى
 تؤدي حالات نزيف المخ وجلطة المخ والشلل المخي إلى إعاقة
حركية تتوقف شدتها وموضعها حسب شدة الإصابة .

رابعا : الحوادث :


1. حوادث الطريق والمرور


2. حوادث العمل


3. حوادث المنزل


4. حوادث أخرى نتيجة الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والعواصف والحروب .


خامسا : نقص وسوء التغذية وعوامل أخرى :
ينتشر سوء التغذية في العالم النامي انتشارا كبيرا وتعتبر من أكثر
 مشكلات الصحة العامة التي تصيب ما يقارب من 500مليون
فرد في الدول النامية .ولسوء التغذية آثارا كبيرة ضارة على
الرضع والأطفال والحوامل والمرضعات بصفة خاصة .


وكما أيضا يدخل في إطارها الولادات المتعسرة أو الناقصة
والأمراض المهنية وحالات التسمم من سموم الجو أو الماء أو
المواد السامة والحريق والجريمة وتقدر نسبة من يعاقون بهذه
الأسباب من 2-3مليون فرد .


(فهمي, محمد سيد , واقع رعاية المعوقين في الوطن العربي, 2000,ص36-43)





أنواع ذوي الاحتياجات الخاصة


(المعاقين)


اهتمت التخصصات المختلفة بتصنيف المعاقين بغرض تقسيمهم

إلى فئات تتميز كل منها بأنماط خاصة من جوانب القصور حتى

 يمكن تحديد احتياجاتهم ومشكلاتهم وبالتالي التعامل مع كل منها

 بنمط خاص من التدخل لرعايتها وتأهيلها بعد توجيهها إلى

المؤسسات التي يقع في نطاقها تقديم خدمات لتلك الفئات .



ولقد تعددت المعايير التي تصنيف المعاقين على أساسها ومن

 أهم تلك المعايير :



• وجهة النظر الأولى :



• تصنيف المعاقين تبعا لسبب العجز :



حيث يتم تقسيمهم إلى :



1. معاقين لأسباب وراثية أو خلقية :



حيث يتم انتقال الأمراض والعاهات من الآباء أو الأجداد أو

إصابة الجنين أثناء الحمل أو الرضاعة .



2. معاقين لأسباب مكتسبة :



وهؤلاء يرجع عجزهم لأسباب مكتسبة أي بعد ولادتهم مثل

حوادث الطريق أو العمل أو الإصابات أو الحروب وغيرها من

الأسباب .



• وجهة النظر الثانية :



• تصنيف المعاقين تبعا لأغراض الإعاقة وتأثيرها :



ويقسم المعاقين إلى :



1. المعاقون بدون تأثير البناءات العصبية :



وتتمثل في كل ما هو عظمي أو مفصلي أو الأماكن الرخوية

 والتشوهات الخلقية وآثار الأمراض المعدية .



2. المعاقون ذات التأثير العصبي :



تتمثل في حالات العجز الناتج عن إصابة الجهاز العصبي

 المحيطي عند الولادة وتتمثل في الشلل بأنواعه والإعاقة الناتجة

عن الخدوش والإصابات أثناء الولادة أو الناتجة عن الأمراض

 الولادية والخلقية .



• وجهة النظر الثالثة :



• تصنيف المعاقين تبعا لعامل الزمن والثبات :



ويقسم المعاقين إلى :



1. ذوي العاهات المزمنة التي لا يرجى شفاؤها



2. ذوي العجز الطارئ المائل للشفاء

 

• وجهة النظر الرابعة :



• تبا لظهور أو عدم ظهور العاهه :



ويقسم المعاقين إلى :




1. معاقون ذو عجز ظاهر :

وهم ذوي العاهات البدنية أو الحسية الواضحة والظاهرة

 كالمكفوفين أو الصم أو حالات البتر والتخلف العقلي .





3. معاقون ذو عجز غير ظاهر :

 

كمرضى القلب والدرن حيث تكون غير ظاهره ولكنها تمثل

 إعاقة بالنسبة لهم .



• وجهة النظر الخامسة :



تصنيف المعاقين تبعا لمجال العجز وارتباطها بجوانب
الشخصية :



ويقسم المعاقين إلى :



1. المعاقين جسميا






2. العاقون حسيا





3. المعاقون عقليا






4. المعاقون انفعاليا ونفسيا



وهي الإعاقة الناتجة عن عجز التنظيم النفسي للفرد ومنهم :



1. المرضى النفسيون مثل مرضى الاكتئاب والقلق .



2. المصابون بالأمراض السيكوباتية .



5.المعاقون اجتماعيا :



هم الأفراد الذين يعجزون عن التفاعل والتكيف السليم مع بيئاتهم

 وينحرفون عن معايير وثقافة مجتمعهم .

ومنهم :

 

أ‌- الأطفال المعرضون للانحراف (الأحداث المشردون ).
 

ب‌- الأطفال المنحرفون (الأحداث المنحرفون).


ت‌- المدمنون .


ث‌- المجرمون الكبار (المسجونون ).


(علي ,ماهر أبو المعاطي, الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية في المجال الطبي ورعاية المعاقين ,2002,ص243-246)

مشكلات المعاقين
المشكلات النفسية :
 تنتاب الشخص المعاق الكثير من المشاعر النفسية السلبية التي تؤثر عليه وعلى توافقه واهم هذه المظاهر النفسية :

أ‌- رفض الشخص المعاق لذاته ومقاومته لواقعه الجديد .

ب‌- الشعور بالنقص والتقليل من قيمته لذاته سواء كما يراها هو أو كما يراها الآخرون .

ت‌- ظهور مشاع سلبية جديدة كالشعور بالذنب بأن ذلك انتقام من الله لذنب ارتكبه الشخص .

ث‌- قد يستخدم المعاق ميكانزيمات ( حيل ) للهروب من الواقع الذي يثير قلقه وتوتره كالتعويض والإسقاط والإنكار .


وقد أكدت بعض الدراسات على أن الأشخاص المعاقين يواجهون مشكلات نفسية أهمها المشكلات الأسرية والذاتية ومشكلات العمل التي تؤدي إلى القلق والاكتئاب وتدعو المعاق إلى سلوكيات واتجاهات سلبية .



المشكلات الاجتماعية :


أ‌- مشكلات العمل :

قد تؤدي الإعاقة إلى ترك المعاق للعمل أو تغيير لدوره إلى ما يتناسب مع وضعه الجديد .

ب‌- مشكلات الأصدقاء :

حيث تحت جماعة الأصدقاء أهمية قصوى ي حياة المعاق ‘ وشعوره بالفرق والنقص تدفعه إلى الانعزال والانطواء .

ت‌- المشكلات الترويحية :

حيث تؤثر الإعاقة على قدرة المعاق في الاستمتاع بوقت فراغه سواء بالنشاط الترويحي الذاتي أو الجماعي .

وقد يؤدي عدم شغل المعاق لوقت الفراغ بطريقة سليمة ربما يقرب المعاق إلى سلوك انحرافي في بعض الأحيان .

ث‌- المشكلات الأسرية :

أن إعاقة أي فرد هي اعاقه لأسرته في نفس الوقت ، ووجود المعاق في أسرته قد يؤدي إلى الاضطراب في العلاقات طالما أن إعاقته تحول دون قدرته على أداء أدواره الاجتماعية حيث يشكل هذا عبئا على أدوار الآخرين وكذلك ردود الفعل السلبية لعجز هذا الأداء .

كذلك تلعب العادات دورا آخر في زيادة مشاكل الأسرة حينما ترجع الإعاقة إلى أسباب وراثية تثير المنازعات .

كذلك الإصابة المفاجئة لرب الأسرة بإعاقة معينة وما يترتب على ذلك من آثار سلبية على مستوى معيشة الأسرة واضطراب علاقتها.

ج‌- نظرة المجتمع للمعاق :

حيث نرى أن المعاق لا يعاني من مشكلات التكيف الشخصي بقدر ما يعاني من مشكلات التكيف الاجتماعي في المجتمع الخارجي ، فنظرات ا لعطف والاشمئزاز والازدراء التي يلقاها المعاق من المارة تقتل فيه كل أمل يؤثر في توافقه الذاتي في قبول إعاقته فالقبول الاجتماعي للإعاقة أصعب بكثير من القبول الذاتي لها فقد يستطيع المعاق أن يتوافق مع ذاته ويتقبل إعاقته إلا أن رفض المجتمع له سواء كان شعوريا أو غير شعوريا يقلل إلى حد كبير من توافقه الخارجي مع المجتمع بل في توافقه الشخصي مع ذاته .


المشكلات التعليمية :


أ‌. صعوبة الاندماج في التعليم العام أو البرامج التعليمية الخاصة بالمعاقين مع مواجهة الأثار السلبية المترتبة على الاعاقة التي تؤدي إلى عزل المعاقين عن مجتمعهم ومحيطهم المدرسي في اطار برامج المؤسسات التعليمية .

ب‌. المشكلات النفسية السلوكية التي تحول دون مواكبة ومسايرة المعاقين للمستوى التعليمي مثل غيرهم من أفراد المجتمع .

ت‌. النظرة السلبية التي يشعر بها المعاقين ، والتي تتمثل في عدم الثقة بالنفس وعدم القدرة على تكوين علاقات بينهم وبين أقرانهم العاديين .

ث‌. عدم توافر مدارس خاصة وكافية للمعاقين .



احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة


الاحتياجات الصحية :

أ‌. احتياجات بدنية مثل استعادة اللياقة البدنية من خلال الرعاية البدنية وتتضمن العلاج وأجهزة تساعد المعاق على استعادة ليلقته البدنية .


ب‌. التكلفة المادية الباهظة وخاصة الاعاقات التي تستدعي فترة طويلة من العلاج ، كذلك قلة عدد مراكز العلاج الخاصة بالمعاق خاصة مراكز العلاج الطبيعي يمثل مشكلة من المشكلات التي تواجه اشباع الحاجات الصحية للمعاقين .
الاحتياجات المهنية :

أ‌. حاجات توجيهيه :

وتتضمن عملية التوجيه المهني المبكر والاستمرار فيه لحين الانتهاء من العملية التأهيلية .

ت‌. حاجات تشريعية :

تتضمن إلى حاجة المعاقين إلى اصدار تشريعات في محيط تشغيل المعاقين لزيادة نسبتهم .



ث‌. حاجات اندماجيه :



تتعلق بحاجاتهم لتوفير فرص الاحتكاك والتفاعل المتكافئ مع بقية المواطنين جنبا إلى جنب .
(علي , ماهر أبو المعاطي ,العامة للخدمة الاجتماعية في المجال الطبي ورعاية المعاقين  ,ص247-252)

نماذج من أمل وتحدي ذوي الاحتياجات الخاصة

نك ,,, نموذج للأمل والتحدي





نك تعلم الكتابة بوصلة في قدمه



خرج نك فوجي إلى الحياة بدون يدين أو رجلين ، بيد أنه لم يستسلم لواقعه أو يدع ذلك يحد من تطلعاته أو يحدد طموحه – ذلك أن هذا الفتى المقدام الذي يبلغ من العمر 26 عاماً يمارس رياضة كرة القدم والغولف والسباحة وركوب الأمواج المتكسرة رغم أنه بدون أطراف.
 



ويوجد لدى نك في فخذه اليمنى قدم صغيرة تساعده على حفظ توازنه كما يمكنه من ركل الكرة. ويستخدم نك قدمه أيضاً في الطباعة والكتابة بالقلم فضلاً عن أنه يلتقط الأشياء ويمسك بها بين أصابع هذه القدم.


ويتحدث نك عن قدمه فيصفها ممازحاً بقوله: "إنني أدعوها عصاي السحرية فهي بمثابة الوصلة أي ذلك الجزء من قدم الدجاجة الواقع بين الفخذ والكاحل. وبدونها كنت سأضيع." ويردف قائلاً: "عندما أدخل في الماء أظل طافياً لأن 80٪ من جسمي عبارة عن رئتين كما أن تلك الوصلة التي توجد بين الفخذ والكاحل أستخدمها لتكون بمثابة أداة الدفع."

يشار إلى أن نك ولد في ملبورن بأستراليا ويعيش حالياً في لوس أنجلس ويقول عنه صديقه ومسؤول الدعاية والإعلان الخاص به ستيف أبل، وهو أيضاً من لوس انجلس: "إنه متواضع جداً وتلقى الكثير من عروض الزواج من العديد من النساء. وهو يود أن يتزوج ويكون عائلة ولكنه في انتظار شريكة الحياة المناسبة."




عندما رأى نك النور كان والده في صدمة دفعته إلى مغادرة المستشفى. أما والدته فهي لم تستطع أن تتماسك إلى أن بلغ نك شهره الرابع.


أما إعاقة نك، فلم يكن يوجد لها تفسير طبي؛ وهي عبارة عن حالة نادرة الحدوث تسمى غيبة الأطراف (Phocomelia). وقد أمضى نك ووالداه عدة سنين في حثيث سعيهم للعلاج والتماس أسبابه؛ ويقول نك: "لقد كان وقع ما حدث عصيباً عليهما ولكن من الواضح أنهما – ومنذ الوهلة الأولى – لم يألوا جهداً أو يدخرا وسعاً في القيام بكل ما من شأنه أن يمكنني من أن أعتمد على نفسي. فقد بدأ والدي يضعني في الماء منذ أن كان عمري 18 شهراً مما أكسبني الجرأة والشجاعة والإقدام على تعلم السباحة كما أنني انخرطت بصورة جادة في لعب كرة القدم وممارسة رياضة التزلج علماً بأنني أعشق دوري كرة القدم الانجليزي."





نك في زيارة للهند


أما والد نك، وهو مبرمج حاسب آلي ومحاسب، فقد عمل أيضاً على تعليم صغيره الذي كان في السنة السادسة من عمره كيفية الطباعة بأصابع قدمه فيما ابتكرت أمه أداة بلاستيكية خاصة لتمكينه من مسك القلم.


وقد أصرَّ والدا نك أيما إصرار على إلحاقه بمدارس التعليم العام رغم ما ينطوي عليه ذلك من مخاطرة تتعلق باحتمال تعرضه للتندر والسخرية والتهكم من زملائه في الدراسة، وقد كان؛ فقد تعرض نك بالفعل للسخرية والتهكم. ومع هذا فقد وصف نك القرار بأنه سديد وصائب، حيث أضاف قائلاً: "لقد كان هذا أفضل قرار اتخذاه بخصوصي. لقد كان الوضع صعباً بحق وحقيقة ولكنه مكنني من أن أعتمد على نفسي."

وكان نك يستخدم كرسياً متحركاً ويصطحبه فريق من المساعدين. ورغم ذلك حصل مؤخراً على شهادة في التخطيط المالي والاستثمار العقاري.


وحول ما تعرض له من مصاعب ومتاعب يقول نك: "لقد كنت مكتئباً غاية الاكتئاب عندما بلغت سن الثامنة. ولطالما كنت أعود إلى أمي شاكياً باكياً متذمراً متبرماً. وكثيراً ما أخبرتها بأنني أود أن أقتل نفسي."

 

واستطرد يقول: "كنت أستطيع تنظيف أسناني بنفسي مستخدماً فرشاة مثبتة على الجدار وأغسل شعري بصابون من مضخة؛ ومع هذا كانت هنالك الكثير من الأشياء التي يعد القيام بها ضرباً من المحال بالنسبة لي."

 

وفي سن العاشرة حاول نك إغراق نفسه في حوض الاستحمام بيد أن من حسن الحظ أن محاولته باءت بالفشل. وعلل ذلك بقوله: "كنت أشعر بأن حياتي بلا هدف. وعندما تفتقر إلى الهدف في الحياة يصبح من الصعب عليك أن تظل متماسكاً."





نك يقفز إلى الماء



بيد أن نك تمكن من شق طريقه بمساعدة أصدقائه وأفراد عائلته واستطاع المضي قدماً بعزم وإصرار بل بكفاءة واقتدار ليصبح رمزاً عالمياً للانتصار على الظروف غير المواتية والتغلب على المتاعب. فقد أصبح متحدثاً ملهماً وخطيباً مفوهاً جاب البلدان زائراً أكثر من 24 دولة خاطب فيها مجموعات قوامها أكثر من 110 آلاف شخص.
 ويقول في هذا الخصوص: "كان عمري 13 عاماً عندما قرأت مقالاً في صحيفة عن رجل مقعد تمكن من تحقيق منجزات كبرى وساعد الآخرين. وقتها أدركت الحكمة الإلهية من وراء ما حدث لي – ذلك أنني يفترض أن أعطي الأمل للآخرين ولأجل هذا قررت أن أجعل من حياتي سبباً لتشجيع الآخرين وإكسابهم من الشجاعة ما اكتسبته من وحي المقال المتقدم ذكره. وقررت أن أكون حامداَ شاكراً لما أسبغه الله عليّ من النعم وألا أشعر بالأسى على ما فاتني."



ومضى يقول: "نظرت إلى نفسي في المرآة فخاطبتها قائلاً" تدركين أنني لا أملك يدين أو رجلين ولكن ذلك لن يسلب عني الجمال من عيني. لقد وددت التركيز على الأشياء الجميلة عندي." يذكر أن نك حاز على جائزة رجل العام بين المواطنين الأستراليين الشباب في عام 1990م وذلك عرفاناً وتقديراً لشجاعته ومثابرته ومصابرته وإصراره.



وبدأ نك ترحاله حول العالم مسافراً في عام 2008م إلى هاواي حيث قابل بطلة ركوب الأمواج المتكسرة بيثاتي هاملتون التي قضم سمك قرش ذراعها عندما كانت في سن الثانية عشرة. وتحدث عنها نك قائلاً: "إنها مذهلة. لقد علمتني كيفية ركوب الأمواج المتكسرة وقد كنت مرعوباً في البداية ولكنني بمجرد أن بدأت شعرت بأنها ممتعة لأبعد الحدود."





المعجزة نك على كرسيه الكهربائي



سرعان ما تعلم نك ركوب الأمواج المتكسرة وتعلم كيفية أخذ دورة كاملة بمقدار 360 درجة بلوح الركوب على الأمواج المتكسرة وهي المهارة التي أدت إلى نشره على غلاف مجلة سيرفر التي تهتم بهذا الضرب من الرياضة. وقد أفاد نك بأن أحداً لم يتمكن من إتقان هذه المهارة في تاريخ رياضة ركوب الأمواج المتكسرة وأضاف قائلاً: "لكن مركز الجاذبية لديَّ منخفض جدا لذا كنت أحتفظ بتوازني بشكل جيد جداً."
وانتقل نك إلى لوس أنجلس قبل عامين وهو يخطط للسفر حول العالم حيث من المقرر أن يزور أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط. ووصف مهمته بقوله: "سوف أخبر الناس بأن يتماسكوا وينهضوا مرة أخرى عندما يتعرضون للسقوط وأن يظل الحب ديدنهم دائماً وأبداً. إذا تمكنت من تشجيع شخص واحد فقط عندئذٍ ستكون مهمتي في هذا الحياة قد تحققت."







ويلعب القولف